مـنـتـديــات حـضـانــة مـيـســـون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مهارة تعليم دروس إيجابية للأبناء

اذهب الى الأسفل

مهارة تعليم دروس إيجابية للأبناء Empty مهارة تعليم دروس إيجابية للأبناء

مُساهمة من طرف amar الأربعاء 24 ديسمبر 2008 - 12:24

يعتقد بعض الآباء/ الأمهات أن الطريقة الأفضل للحد من معارضة الابن/ الابنة وتمرده عليهم، هي أن يتركوه يتصرف كما يحلو له، فالتجربة أحسن معلم له، ونتيجة أعماله السيئة كفيلة بإعطائه درسا لا ينسى، وهذا اعتقاد خاطئ جدا، لأن الدرس الوحيد الذي سيخرج به هذا الابن/ الابنة من تجربته المؤلمة هذه، هو أنه لا يستطيع أن يعتمد على أبوية في النصح والإرشاد، فمثلا إذا رفض الابن/ الابنة أن يلبس معطفه في يوم بارد، فقد يقول له الأب بعد أن ضاق به ذرعا: "حسنا افعل ما بدا لك!" فإذا عاد الابن/ الابنة إلى البيت وقد أصابه السعال او الرشح، فسيظن أن أباه لا يهتم به، وإلا أصر على أن يلبس معطفه. والأمثلة عديدة جدا في هذا المجال، وهناك العديد من الأشخاص البالغين والفاشلين، الذين مازالوا يلقون اللوم على آبائهم وأمهاتهم، لأنهم لم يحاولوا دفعهم بالشكل الكافي في الطريق الصحيح، بل إن هناك من يلوم أبوية لأنهما لم يجراه ولو بالضرب على الذهاب إلى المدرسة بانتظام.
فإذا أراد الأب أو الأم إعطاء دروس قيمة لأبنائهم، فمن الأفضل أن تكون دروسا إيجابية، يتذكرها الأولاد بسعادة وفخر، بدل دروس تذكرهم بأخطائهم.
وفي كل يوم يمر الأبوان بمواقف عديدة ومتنوعة، ويمكن لهما الاستفادة منها وتسخيرها لتعليم أطفالهما دروسا قيمة، حيث أن لديهما حرية اختيار تحديد نوع هذا الدرس.
مثال على ذلك: وجدت الأم أن ابنتها قد نسيت كتابها في البيت، فالأم هنا أمام أحد اختيارين: إما أن تسرع وتأخذ هذا الكتاب إلى ابنتها في المدرسة، أو أن تقول في نفسها: "يحب أن أتركها لتتعلم من نتائج أعمالها، فهذا سيعلمها درسا قيما، حتى لا تنسى كتابها بعد اليوم".
هنا يجب أن تفكر الأم وأن تسأل نفسها: ما الدرس الذي أحب أن أعلمه لابنتي؟ أأعلمها ما للنسيان من مساوئ ونتائج سلبية؟ أم أعلمها النتائج الإيجابية للعناية والاهتمام؟ فماذا تختار يا ترى؟ ولاشك في أن الأفضل، أن تتعلم الابنة من خلال النتائج الإيجابية لعناية أمها بها و واهتمامها وحرصها على مصلحتها، بدل النتائج السلبية للنسيان.
إن زرع الثقة في قلب الابن/ الابنة لكي يطمئن إلى وجود أهله دائما إلى جانبه، لدعمه ولمد يد المعونة له/ لها عند الحاجة، لأهم بكثير من أن ندعه يختبر ويعاني من نتائج هفواته وأخطائه السلبية. فلم اللجوء إلى الألم والمعاناة والخوف والندم لإعطاء دروس لا تنسى؟
ترفض التربية الإيجابية استعمال الخوف والمشاعر السلبية أسلوبا تربويا، بل تؤكد على النجاح والفرح والمشاعر الإيجابية، التي يمكنها أيضا أن تبقى في ذاكرة الابن/ الابنة إلى الأبد، وتستطيع أن توجهه في الطريق الصحيح.
الخوف شعور سلبي يسبب قلقا داخليا للفرد ويؤدي إلى توتره ويؤثر على سلامة تفكيره، وكلما ازدادت درجة الخوف اشتدت حدة القلق والتوتر، وبالتالي يصبح الفرد أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء، وتتشكل سلسلة متصلة: خطأ- خوف- قلق داخلي- خطأ! لذلك نجد أن الفرد الذي يخاف من الأخطاء، ويحرص كل الحرص على ألا يرتكب أي خطأ، يكون أكثر عرضة من غيره للوقوع فيها.
فاستعمال الخوف وسيلة لمنع ارتكاب الأخطاء أسلوب فاشل وسيىء حتى لو نجح أحيانا، لأن الابن/ الابنة في تلك الحالة سيعاني من قلق شديد داخلي يلامه طوال حياته. بينما يشكل التطلع إلى النتائج الإيجابية حافزا أفضل لتعاونه، لذا دع عنك جانبا فكرة تعليم الابن/ الابنة من نتائج أعماله الخاطئة، لتلقينه درسا سلبيا لا ينسى، ومد يد العون له كلما استطعت ذلك، لتعطيه درسا ايجابيا أكثر أهمية وأعم فائدة
amar
amar
عضو مشارك
عضو مشارك

عدد المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/11/2008
العمر : 31
الموقع : مازونة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى