مـنـتـديــات حـضـانــة مـيـســـون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيف نحد من مقاومة الأولاد وتمردهم؟

اذهب الى الأسفل

كيف نحد من مقاومة الأولاد وتمردهم؟ Empty كيف نحد من مقاومة الأولاد وتمردهم؟

مُساهمة من طرف amar الأربعاء 24 ديسمبر 2008 - 12:23

إن رفض الأبن/ الابنة مطالب الأهل يقوي شخصيته واستقلاليته، ويدرك العديد من الأهل هذه الحقيقة، ولكنهم لا يعترفون بها إلا عندما يكون الطفل رضيعا أو صغيرا جدا! عندما يضحكون، ويتفكهون لأن هذا الطفل الصغير يتمرد على أهلة ويرفض طلباتهم، بل ويتفاخرون قائلين: "إنه قوي الشخصية"، أو "لها شخصية مميزة"، أن " سيكون قياديا ناجحا فإنه يتحكم بنا منذ الآن!"، وغيرها من التعليقات الإيجابية، ثم لا تمر بضعة سنين إلا وإذ بهذه التعليقات تتغير وتصبح: "ولد عاق أو عنيد"، أو "ابنة فاجرة" وغيرها.
إن شخصية الطفل عامل هام جدا في التأثير على نجاح أو فشل مستقبلة. لذا فمن الضروري أن يسأل الأهل أنفسهم هذا السؤال: هل يفضلون ابنا قوي الشخصية، عنيدا مثابرا على العمل ليصل إلى هدفه، أم على حساب أهدافه وآماله؟
من المنطقي، عندما يقاوم الطفل ويرفض الاستجابة لطلب أهله، أن يحاول الأهل العمل على تصغير هذه المقاومة والحد منها. وهذا يستلزم اعتبارات جديدة لم يمارسها الآباء والأمهات من قبل، مثل السماح للأولاد بحق الرفض ومناقشة طلباتهم، وهذا طبعا يستلزم استماعك لهم بانتباه، مما يذكرنا بأهم قاعدة وهي: أن يشعر الأولاد بأنك تستمع لهم فعلا كما تحب أن يستمعوا لك.
ومن أهم المهارات التي يحتاجها الأبوان كي يحدوا من مقاومة الأولاد أو يسيطروا عليها:
1- الاستماع للأولاد بصبر وتفهم.
2- التحضير والبناء.
3- التوجيه.
4- التنظيم.
فإذا اعتقد الأولاد أن أهلهم يتفهمونهم ويهتمون بهم، وشعروا وبكل ثقة أن للأهل القدرة والبصيرة على التخطيط والتوجيه والتنظيم، فإنهم عندئذ سيشعرون بالأمان والطمأنينة مما يخفف تمردهم على أهلهم. فالتمرد ينبع عند الشعور بالاضطهاد والظلم وسوء المعاملة، وعدم توفير هدف محدد في ذهن الأولاد، وفقدان الثقة الأمان.
أهمية العامل الأول (الإستماع والتفهم) طبعا واضحة وظاهرة، لأن البن/ الابنة سيكون مطمئنا لنوايا والديه عندما يشعر باهتمامهما ويلمس صبر هما عليه، ويعرف أنه يستطيع أن يتكلم معهما بصراحة دون لوم أو مهاجمة أو اتهام، ويجد أنهما على استعداد للاستماع بشكل ودي وإيجابي. فلم التمرد على شخص يتعاطف معك ويساندك؟
تتفاوت حاجة الأبوين إلى كل من هذه المهارات المذكورة أعلاه، وتختلف حسب كل طفل، حيث يحتاج بعض الأطفال إلى كثير من التفاهم والاستماع، بينما البعض الآخر قد يكون التنظيم هو أكثر ما يحتاجونه.
لذلك من الضروري أن يحاول الأب/ الأم معرفة سبب رفض الطفل وتمرده، فقد يكون نابعا، وكما ذكرت سابقا، من رغبته أو حاجته إلى شيء ما ليس له اية علاقة مباشرة بالموضوع الذي أثار رفضه أو تمرده. فالرفض والمعارضة والتمرد عوارض ظاهرية مثلها مثل الألم الذي يصيب المريض لينبهه إلى هناك خللا ما في جسده، وظيفتها لفت انتباه الوالدين إلى أن للطفل حاجة أو أمنية يريد أن يحققها.
هذه الحقيقة التي تفسر رفض ومعارضة الطفل تساعد الأبوين على تفهم الابن/ الابنة وتدفعهما لطرح أسئلة هامة وضرورية مثل: ماذا يحتاج ابني/ ابنتي؟ ماذا ينقصه؟ ماذا يتمنى؟ ما هو رغباته الحقيقية؟ بدل القيام بنهره وبمعاقبته.
وغالبا ما يكون إبداء تفهم الأبوين موقف الابن/ الابنة المعارض، وإظهار ذلك له بوضوح، خطوة هامة ولها قدرة آنية على تخفيف معارضته وشدة رفضه.
مثال: الطفل يريد أن يأكل قطعة حلوى قبل أن يتناول وجبة العشاء، وأمه ترفض إعطاءه الحلوى، فيصر على طلبه، لنر هذا الموقف:
أولا في حالة عدم إدراك الأم مدى أهمية إبداء تفهمها ابنها ورغباته:
الابن: أريد قطعة حلوى.
الأم: انتظر إلى ما بعد العشاء، فنحن سنتعشى قريبا.
الابن: أريد واحدة الآن! (ويكرر ما يطلب بإصرار وقد يبكي).
فتعترض الأم غاضبة: توقف! هذا يكفي! أ تبكي من أجل قطعة حلوى!
الابن: أريد قطعة حلوى الآن! (وقد يرمي نفسه على الأرض أو يرفس بقدمه!).
الأم: كفاك حماقة! إذا لم تتوقف الآن عن ذلك فأنا سأحرمك من أية حلوى!
ويتفاقم الوضع، وقد تحاول الأم أن تكون صبورة معه، فتجرب إرشاده وتوسيع معلوماته، فتعطيه درسا في علم التغذية! أو قد تفقد صبرها وتدع الغضب يسيطر عليها، فترة وتطرده ليذهب بعيدا عنها!
وفي كلتا الحالتين لن تحقق الأم أية مكاسب إيجابية.
أما إذا تدربت الأم على مواجهة هذه المواقف بطريقة إيجابية، فإنها قد تتصرف كالتالي:
الابن: أريد قطعة حلوى.
الأم: انتظر إلى ما بعد العشاء، فنحن سنتعشى قريبا.
الابن: أريد واحدة الآن!
ويكرر ما يطلب بإصرار، ويبكي وقد يثرو غضبه ويرمي نفسه على الأرض أو يرفس شيئا بقدمه، بينما تستمع الأم لكل ما يقوله لها، وتفسح له المجال بالاعتراض ليعبر عن رأيه، ولتشعره بأنها تستمع له.
ثم تقول له وبهدوء: أعرف أنك تريد قطعة حلوى الآن، وأعرف تماما مقدار رغبتك الشديدة، وأدرك أنك تشعر بالغضب الآن، وأنا أقول لك أنني لن أعطيك أية حلوى الآن.
هنا، غالبا ما يتوقف الابن لأنه فهم أن أمه مدركة تماما ماذا يريد ومقدار غضبه وحزنه، وشعر أنها جادة في موقفها.
ثم تضيف الأم قائلة: سأحتفظ لك بقطعة خاصة لك لتتناولها بعد العشاء.
(ويمكن أن تريه تلك القطعة الخاصة به)، فهذا يشعره بالراحة، ويطمئن إلى أن أمه ستعطيه ما يريد ولكن عليه الانتظار.
وعادة ينتهي الجدال عند هذه المرحلة، ولكن أحيانا يحتاج الأب/ الأم إلى بذل جهد أكبر لإقناع الابن/ الابنة. فمثلا وباستعمال المثال السابق نفسه:
الابن (وقد استسلم إلى مشيئة أمه وحلت مشاعر الخيب والحزن مكان مشاعر الغضب) يقول: إنني لا أحصل أبدا على ما أريد! ودائما ترفضين إعطائي ما أحب، إنني لا أريد الانتظار! أريد الحلوى الآن!
فترد الأم: أعرف أنك تشعر بخيبة الأمل والحزن، لأنك تجد الانتظار طويلا وصعبا.
تصريح أمه بذلك وبطريقة هادئة دون إظهار أي غضب، ودون لومه على مشاعره الغاضبة، يجعله يشعر بالأمان، فهي لم تحرمه حق المعارضة بل أبدت له الأسباب التي تبرر له معارضته فهي تتفهمه، وهذا ما يساعد على تخفيف حدة معارضته. وبعد أن يبكي الطفل قليلا تبدأ مخاوف الابن تظهر فيقول: "لن أحصل على الحلوى، ولن يبقي لي شيء منها، لن أحصل على ما أريد أبدا، دائما ترفضين إعطائي ما أريد! إنني أريد فقط قطعة واحدة لم لا تعطيني إياها الآن؟".
هنا تتجنب الأم إعطاءه سببا أو تفسيرا (لأن ذلك سيجر إلى مزيد من الجدال!) وتحاول أن تستمر في إعلان تفهمهما لمشاعره وتحديد رغباته بصورة أدق. فتقول: أعرف قلق وخائف من ألا تحصل على قطعة الحلوى، فالانتظار طويل عليك، ولكن تأكد يا بني من أنني أضمن لك حصولك على قطعة الحلوى، وإنني أعدك بذلك. تعال الآن يا حبيبي وعدني أحضنك وأعطيك قبلة لأنني أحبك كثيرا.
هنا يذهب الطفل إلى أمه ويتجاوب لعاطفتها، فتغذيه بالحب وتوفر له الدعم العاطفي الذي يحتاجه.
قارن الفرق بين نتيجة الأسلوب الأول بطرد الابن بعيدا، وبين نتيجة الأسلوب الأخير، باحتضانه وغمره بالحب.
وهذا ما يؤكد ضرورة اكتساب الأبوين مهارات جديدة لتحسين علاقتهما مع أولادهما، ولا سيما الاستماع والتفهم.
يحتاج الطفل الصغير إلى الشعور بأنه فعلا تابع لأهله وأن أبويه مسؤولان عنه، وأهم رغبة عنده هي أن يفوز بإعجابهما، ويسمع كلمات الثناء التي تسعده بشكل عميق. لذا يحاول أن يطيعهما ليفوز برضائهما. وهذه الرغبة الغريزية، مثلها مثل أية موهبة أو طاقة كامنة تحتاج إلى رعاية وعناية لتنمو وتقوى، وإلا خمدت وتلاشت دون الاستفادة منها، أو حتى قبل أن يعرف الطفل وجودها! لذلك وبدل التركيز على السيطرة على الأطفال بأساليب التهديد والنهر والزجر وما تجره من خوف وندم، يمكن استعمال طرق إيجابية لإيقاظ هذه الرغبة الغريزية في الطفل وإنعاشها لتشجع الطفل على التعاون مع أبوية وليعيش معهما حياة سعيدة
amar
amar
عضو مشارك
عضو مشارك

عدد المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/11/2008
العمر : 31
الموقع : مازونة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى