كيف يحدث الحمل؟.

الأخت الفاضلة،
تساؤلك هام ويهم قطاعًا عريضًا من النساء، خاصة المتزوجات حديثًا، والحوامل منهن على الأخص؛ لأن معرفة الحامل بكيفية التعامل مع نفسها ومع جنينها من أهم الأمور التي تؤدي إلى اجتياز مرحلة الحمل بنجاح تام، وبأمان كامل إن شاء الله.

وقبل أن ندخل في الكيفية التي يحدث بها الحمل يجدر بك أن تعلمي أن الحمل يستمر حوالي 40 أسبوعًا، ويمكن تقديره حسابيًّا من تاريخ أول يوم في آخر دورة شهرية، وإن كان الغالب أن يحدث الحمل بعد هذا التاريخ بأسبوعين.

وينقسم الحمل إلى ثلاث مراحل: الأولى من الأسبوع (1) وحتى الأسبوع (13)، والثانية من الأسبوع (14) وحتى الأسبوع (26)، بينما تبدأ المرحلة الثالثة من الأسبوع (27) وحتى نهاية الحمل.

في الشهر الأول من الحمل لن تشعري بوضوح بالتغيرات التي تحدث داخل جسمك، لكنه من الممكن أن تلاحظي نزول دم خفيف جدًّا في ميعاد الدورة الشهرية التالية. ويمكننا القول إن عدم نزول الحيض في موعده قد يكون إشارة قوية لحدوث الحمل.

وعن كيفية حدوث الحمل فمن الضروري أن تعرفي أنه في النصف الأول من الدورة الشهرية تقوم غدة معينة بإفراز هرمونين في مجرى الدم؛ أحدهما يساعد على إنتاج بويضة ناضجة من أحد المبيضين، وينتهي عمل هذا الهرمون بعد حوالي أسبوعين من نهاية الدورة الشهرية، ومن ثم تكون عملية خروج البويضة الناضجة قد انتهت. ويحدث الحمل إذا قام الحيوان المنوي من الرجل بتخصيب هذه البويضة.

أما الهرمون الآخر الذي تفرزه تلك الغدة فيساعد على جعل بطانة الرحم أكثر سمكًا؛ وذلك استعدادًا لاستقبال تلك البويضة المخصبة، وغالبًا ما يتم هذا التخصيب داخل القناة التي توصل المبيض بالرحم (قناة فالوب).

بعد ذلك تكمل البويضة المخصبة رحلتها؛ حيث تستقر في البطانة السميكة للرحم؛ ومن ثم يزداد قليلا اتساع عنق الرحم ويصبح أكثر نعومة، كما يتم إفراز سائل مخاطي سميك يغلق الرحم تمامًا لحمايته من أي عدوى.

وإذا لم ينجح الحيوان المنوي في تخصيب البويضة الناضجة بعد أسبوعين فإن بطانة الرحم تتمزق وينزل الدم ويحدث الحيض.

بعد إتمام عملية التخصيب تتضاعف البويضة المخصبة لتصبح مكونة من خليتين ثم من أربع، ثم يستمر التضاعف إلى أن تتحول –بحلول اليوم السابع من وصولها للرحم- إلى كرة مكونة من أكثر من مائة خلية. وتلك الكرة (كيسة الجرثومة) تتكون من طبقتين: الطبقة الخارجية، وهي التي تشكل المشيمة، بينما تشكل الطبقة الداخلية المضغة، وهي التي تنمو لتكون الجنين فيما بعد.

يتكون الجنين من ثلاث طبقات: الطبقة الخارجية تشكل الأعصاب والجلد، والطبقة الوسطى تشكل العظام والغضاريف، والعضلات والجهاز الدوري، والكليتين والأعضاء التناسلية. أما الطبقة الداخلية فيتشكل منها الجهازان التنفسي، والهضمي.

يرتبط الجنين بأمه من خلال المشيمة، وهي تتصل بجدار الرحم، وتمثل مصدر الحياة بالنسبة للجنين؛ حيث تقوم بفصل الدورة الدموية للجنين عن الدورة الدموية للأم، كما تسمح المشيمة بمرور الأكسجين والغذاء والأجسام المضادة من الأم إلى الجنين من خلال الحبل السري، ومع الأسبوع الثاني عشر من الحمل يكون قد اكتمل نمو المشيمة؛ حيث تكون قادرة على إنتاج هرمونات الحمل (البروجيسترون، والإستروجين) من المبايض.

أما داخل الرحم فيبقى الجنين داخل السلي الذي يمتلئ بسائل يحيط الجنين حتى موعد ولادته، ويوفر هذا السائل الحماية التامة للجنين من أي ضغط خارجي.

أما عن تساؤلك حول نوع الجنين، فمن المعلوم أن الحيوان المنوي الذي يخرج من الأب عند التخصيب هو المسئول عن تحديد نوع الجنين؛ حيث يحمل الحيوان المنوي إما كروموسوم(x) وإما كروموسوم (y)، أما البويضة فتحمل كروموسوم (x) فقط. فإذا خصب حيوان منوي يحمل كروموسوم (y) البويضة يكون الجنين ذكرًا، أما إذا خصب حيوان منوي يحمل كروموسوم (X) يكون الجنين أنثى