العناد - من أهم المشكلات السلوكية كيف نتعامل مع الابن العنيد

امتداد لقضية هذا الاسبوع وهى اطفال الشوارع ولمعالجة الكثير من القضايا السلوكية والمشكلات الاجتماعية نفرد عدة مقالات حول نفس الموضوع وهو المشكلات السلوكية والتربوية لاطفال المجتماعات الاسلامية ونبدأ هذه السلسلة بموضوع اليوم وهو


ابنك العنيد كيف تتعامل معه






العناد

من أهم المشكلات السلوكية


كما أسلفنا واستمرارا لموضوع اطفال الشوارع والمشكلات النفسية والاجتماعية التى تؤدى بهم سنبدأ من اليوم عرض بعض المشكلات السلوكية التى قد يتعرض لها أى منا فى تربية من هم تحت ولايته لذا فكثيرا ومن خلال عمل العاملين فى المجال السلوكى والنفسى نسمع شكاوى يصب اغلبها في إطار عام يكاد يشكل نموذج يتكرر عند اغلب الآباء الذين يزورونهم بغية النصح والإرشاد لكيفية التعامل مع أبنائهم ولو حاولنا رسم صورة نمطية لجوهر الشكوى في هذا المضمار سنجدها على الشكل التالي:


( الشكوى من قلة الاحترام والتهذيب في معاملة الأهل فغالبا ما يقول الأب ابني سريع الانفعال يعاندني ولا يستمع لنصائحي ، ويجادلني و لا يحترمني يتحداني علانية ولا يتحدث إلي بتهذيب أو احترام ويظهر غضبه وامتعاضه لأقل الأسباب ويتضايق سريعاً، ويلجأ إلى لوم الآخرين أو تحميلهم مسؤولية أخطائه، وكأنه ينتقم ممن يرى أنهم يتسببون في مضايقته. يهمل دراسته ويقضي معظم وقته على الكمبيوتر أو مستلقياً غير عابئ بنصيحة احد )


هذه صورة متكررة يشكو منها أولياء أمور عديد من الشباب بصورة أو بأخرى وتختلف ردود أفعال الأسرة تجاه مثل هذه الحالة بحسب البيئة والثقافة حيث تتراوح ردود الأفعال هذه ردات الفعل العنيفة والعقاب وبين الإهمال السلبي دون أي معالجة أو ردة الفعل و إيثار الصمت وتفاديه حتى لا تتطور الأمور أكثر وصولا لما لا تحمد عقباه

ومن المؤكد أن أي سلوك غير مرغوب لا يعتبر مرضيا إلا إن تكرر لعدة مرات ولفترة طويلة نسبيا ويكون له نتائج سلبية بما في ذلك العناد


ومن الملاحظ أن العناد كمشكلة سلوكية تتكرر في حياة الأبناء غالبا في مرحلتين

الأولى مرحلة الطفولة المبكرة ما بين الثانية والرابعة على ابعد تقدير

والمرحة الثانية تظهر في مرحلة ما قبل النضج أو ما يطلق عليه اصطلاحا مرحلة المراهقة كشكل من أشكال الصراع المتوقع من الابن بعد اكتسابه لبعض المهارات الحركية والمعرفية،


مشكلات المراهقة المبكرة


و في محاولة منه لإبراز هويته واستقلاليته في مثل هذه السن. وغالبا ماتترافق حالة العناد هذه مع ضعف التركيز أو صعوبات في التعليم، أو اضطرابات قلق واكتئاب أو الحركة الزائدة فهو يلجأ إلى الأساليب السلبية ليجهض أي محاولة من الآخرين لحمله على إنجاز أو إتقان ما لا يروقه. فلذلك يعمد إلى التسويف والتأجيل والمماطلة والتناسي وعدم إتقان ما يطلب منه كنوع من الاعتراض أو العناد أو عدم التعاون. وهم يقاومون أي محاولة للتكيف أو مراعاة القواعد العامة للسلوك أو القوانين الأسرية أو الاجتماعية.


أسباب العناد


ليس هناك سبب واحد محدد للعناد باعتباره اضطراب واغلب الدراسات التي اطلعنا علها في هذا المجال لم تعط نتائج محددة وحتمية عن الأسباب المؤدية للعناد وان كان الحل قد أتانا لهذه المشكلة من أكثر من مدرسة من مدارس علم النفس على النحو التالى


أولا - أسباب وراثية ناجمة عن استعدادات يتم توريثها من الأهل إلى الابن وتساعد البيئة في بروز هذا الطبع لدى الابن ، حيث يكون العناد هنا جزءا من تركيبة الابن النفسية ويحتاج إلى زمن طويل لتعديل سلوكه إذا لم تلاحظ هذه المشكلة منذ بدايتها وإتباع الطرق السليمة في تمكين الطفل من تجاوز عناده عن طريق تعليمه ردود الأفعال السليمة والمناسبة في كل موقف على إحدى ومساعدته على ضبط ردود أفعاله عن طريق الوسائل المعروفة


ثانيا - أسباب تتعلق بالبيئة : تشكل الأسرة البيئة الأولى للابن والمعيار لردود أفعاله وسلوكياته وقد يكون أحد الوالدين ذو الشخصية السلبية العدوانية، أو يكون السبب صراع بين الأب والابن حول الاستقلالية، أو إن يكون الآباء صلبين، متشددين وانفعاليين. كما أن ردود أفعال الأبوين والأخوة غيرا لمدروسة يمكن أن تزيد من تفاقم الحالة لينجم لدينا اضطرابات أخرى مثل العدوانية والسلبية هذا السلوك يتصف بالسلبية المقصودة، مصاحبة بمقاومة لأي محاولة أو رغبة من الآخرين لحمله على الأداء الجيد في المجال الأسري


ثالثا - أسباب نفسية :فنجد أن هناك عدم استقرار أو هنالك تناقض واضح بين سلوك العناد وحبهم للاستقلالية عن الآخرين وبين نزوعهم للاعتماد على الآخرين والإلحاح عليهم لتلبية مطالبهم.

مثلاً أن يعترض عليك ويعاندك في أمر، وفي نفس الوقت يتوقع منك أن تلبي له طلباً وبإلحاح.

ويتضح تناقضهم كذلك في أن ما يرفضونه بصلابة الآن، قد يصرون عليه في مواقف أخرى.

وهم دائمو الشكوى من أن الآخرين يمارسون عليهم ضغوطاً زائدة، أو يسيئون فهمهم وغير مقدرين لإمكانياتهم. لذلك تراهم في غم وحزن وضجر وامتعاض، معتقدين أن الآخرين مسيطرين و ملحون. ولذلك يلجئون إلى المقاومة والعناد ويعمدون إلى عدم الانصياع لقوانين ونظم الأسرة.


علاقاتهم بالآخرين متذبذبة ومتناقضة وهي تتأرجح بين إظهار التحدي السافر والعناد أو عدم الاحترام، وفي نفس الوقت إبداء الخضوع مع الاستسلام عندما يكونون مضطرين لذلك.

في بعض الأحيان يحدث كثير من التغيير في سلوك الشاب ويصبح أكثر تعاوناً وتكيفاً مع أسرته أو معلميه مع تقدمه في العمر،


مقترحات للحل

أولا: عندما تزيد الحالة عن الحدود المقبولة يجب اللجوء إلى أخصائي لوضع خطة للعلاج


ثانيا: يجب أن تشارك الأسرة جميعها في العلاج لأن الجميع معنيون والمعاناة تقع على عاتق الجميع فالابن غالباً ما يتكون عنده اعتقاد راسخ أنه غير محبوب من والديه وأنهما يفضلان الآخرين عليه وأنه مستهدف ومترصد لأقل الأخطاء. ولذلك يغضب ويثور ويلجأ إلى الانتقام بكل الوسائل المذكورة من سلوك سلبي إلى عداء سافر لا تحده قوانين المشكلة أساسا أن هؤلاء الصبية منذ الطفولة المبكرة اعتادوا على ذلك السلوك الذي قد ينتج عن صراع بينه ووالديه في السلطة والسيطرة ينتهي بالتمرد السافر علي سلطة الوالدين والمعلمين مع العناد والتحدي في وجه من يراه متسلطاً عليه فيواجهه بالسلوك السلبي أو العدائي قولاً وفعلاً.


قوانين المدرسة السلوكية


ويمكن مبدئيا تطبيق قوانين المدرسة السلوكية في علاج هذا الاضطراب على الشكل التالي :

قانون الأثر : هو أن هناك ميل لتكرار السلوك المؤدي إلى نجاح أو الارتياح عند الكائن الحي كما أن هناك ميل إلى تجنب السلوك المؤدي للفشل أو الالم


من خلال رصد الأنماط السلوكية التي تترك آثارها بصورة سريعة وتحديد تلك التي تعمل على بناء أنماط سلوكية غير مرغوب بها مثل العناد وعزلها ومن ثم مناقشة الابن بالخيارات الممكنة وتركه يقرر وفي حال إصرار الابن على موقفه بيان الآثار السلبية لموقفه وتحميله مسؤوليتها

تجاهل بعض الحالات الخفيفة من العناد والتي ليس لها آثار جدية لتجنب ردات الفعل السلبية من الابن


قانون التكرار : هو أن (( القيام بعمل من الأعمال يسهل القيام به فيما بعد وبالعكس فان الفشل في عمل ما يجعل من الصعب القيام به فيما بعد

ويتم ذلك عن طريق تشجيع الأنماط السلوكية المرغوبة من الطفل والتي يتجاوز فيها عناده وتجنب المكافآت المادية لأنها قد تؤدي إلى نتيجة سلبية

ولما كان لمرحلة الطفولة التأثير الكبير على شخصية الإنسان وتترك بصمات تفاعلها مع الأحداث على حياته اللاحقة ، بل أنها تعمل على توجيه وقيادة الاتجاهات النفسية نحو أسس البناء الأولى وإتباع أنماطها، لذا أصبح لهذه المرحلة أهمية ما يتلقاه الطفل في مقتبل العمر و أثره على بناءه النفسي وتحديد السمات الشخصية الخاصة به، واثر ذلك على سلوكه عندما ينمو عمرا وعقليا، لذا يتوجب على الآباء الوقوف مع أبناءهم والعمل على تزويدهم بالخبرات الذاتية التي تمنحهم الدعم والقوة في مواجهة المشكلات التي قد تظهر في طريقهم.


أهم أساليب التوجيه والإرشاد التي يمكن الاعتماد عليها

أ- العمل على الحوار مع الطفل واستطلاع آراءه بالأمور التي تواجهه.

ب- الملاحظة اليومية لمتغيرات السلوك التي يمارسها الطفل .

ت- تهيئة الأنماط السلوكية المرغوبة وملاحظة مدى تقبل الطفل لها، مع مراعاة أهمية تحليل ومعرفة أي ابتعاد للطفل عنها أحيانا.

ث- معرفة العوامل الدخيلة المؤثرة سلباً على سلوك الطفل والعمل على تحييدها.

ج - العمل بواقعية الملاحظة والابتعاد كلياً عن الظن الذي يخلق لنا صوراً وهمية والبداية الصحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة حتما، ولأن الأهداف التربوية التي ينشدها الأبوين ترتبط بحتمية البناء النفسي للطفل وجعل الأنماط السلوكية تتفق مع تلك الأهداف ،

مع أطيب أمنياتى للجميع بحياة سعيد تتمتعون بها فى ظل أسرة سعيدة وحياة مديدة

ولكم منا كل الحب

منقوووول