مـنـتـديــات حـضـانــة مـيـســـون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التوافق النفسي والاجتماعي ضرورة حتمية

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

التوافق النفسي والاجتماعي ضرورة حتمية Empty التوافق النفسي والاجتماعي ضرورة حتمية

مُساهمة من طرف M.HABBIB الخميس 9 أبريل 2009 - 20:45

التوافق النفسي والاجتماعي ضرورة حتمية
التوافق النفسي والاجتماعي ضرورة حتمية Kamal_kasim
د. كمال الدين القاسم
17/06/2008
قراءات: 322


المؤسسة العراقية للتنمية والتطوير
مركز الدراسات والبحوث
القهر والانكسار وتصدع الذات في الانسان تدفع به الى الاحباط والتمرد وهذا ما يجعله سلبيا في المجتمع ويحدث عندما تتزايد عليه الضغوط والانفعالات النفسيه التي توجد فيه حالة من الاضطرابات النفسيه والعقليه .
ولما كان العراق قد تعرض لكثير من هذه الضغوط في الحقب الزمنيه الماضيه وعانى ما عانى من زمن القهر الدكتاتوري ثم حط الاحتلال ألته العسكريه وفعل ما فعل حتى اصبح الانسان في العراق يعتقد بان القوة هي وحدها القادرة على تحقيق طموحاته ضمن الفوضى الخلاقه التي افرزت كل ما يقتل الانسان ويصادر حقوقه المدنيه مما ادى الى تعثر التوافق مع الذات والذي نسعى في عملنا في مؤسسات المجتمع المدني الى الانتقال من التوافق مع الذات الى التوافق الاسري ثم التوافق المجتمعي ثم التوافق مع النظام ومؤسسات الدولة .
ونحن نكتب نعي تماما مرحلة الطفولة والمراهقة واهميتها في بناء الانا والاستقرار العاطفي فأنهم شباب المستقبل ومستودع الطاقه بكل صورها لذلك نعمل على الوقوف لمعرفة الاسباب التي دفعت هؤلاء الى الاحباط وحبهم للقوة ونحن نعلم جيدا ان هذا هو احد افرازات عسكرة المجتمع المدني .
لذلك لابد من الحث على دراسات احصائية وشخصية للاطفال والمراهقين والعمل على بناء القدرات الوقائية لديهم مع علمنا ان عملنا باستمرار الظواهر العسكرية والتي تدفع الى الرفض الداخلي تكون ضعيفة جدا لان ما يحدث من تهجير وتهميش واعتقالات وقتل الانسان واقصائه ومنعه من حرية الرأي والتعبير وفقدان العدالة والمساواة كلها ادوات تعرقل عملنا في عملية البناء الانساني في العراق هذا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ما حدث من صدمات للاطفال والمراهقين نتيجة الحرب على العراق ندرك اهمية الدراسة الخاصة التي تتناول هذا الجانب فهناك كم هائلا من الانعكاسات السلبية على الاطفال نتيجة ما حصل من كوارث انسانية حتى ان الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف) اكدت ان اكثر من نصف مليون طفل عراقي بحاجة الى علاج نفسي بسبب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق وقال ممثل اليونسيف في العراق (كاريل دي روي( بان هناك (5،7)
مليون طفل في المدارس الابتدائية في العراق عشرة في المئه الحد الادنى من هؤلاء الاطفال مصابين باضطرابات نفسية وهم بحاجه الى مساعدة نتيجة الحرب وما تبعه من قصف جعل الاطفال في حالة خوف ورعب وما نسميه علميا بالاحداث الصدميه وان هذة الاحداث الصدميه تعوق التوافق النفسي مع الذات وكذلك التوافق النفسي الاجتماعي ورغم ان الانسان يعلم ومنذ حداثته بان هناك نهايه لحياتيه (فكرة الموت ) غير انها مؤجله في ذاته وتفكيره ومرتبطه بالسن العمري لديه اذن الخطر اصبح يكمن لديه في المواجهه المفاجئة للموت وهذا ما اصطلح علميا على تسميته (بالعصاب الصدمي) Traumatic neurosisولعلنا نتذكر قصة (هيرودتس) عن المحارب الذي اصيب بالعمى بسبب مفاجئته ومقابلته لعدو ضخم الجثة مما جعله يحس ان موته بات وشيكا فاصيب بالعمى قبل موته.
نحن لا نريد من هذه الدراسه المتواضعة والتي لا نريد ان نستطرد بها الا بأنقاذ ما يمكن انقاذه وترك كل ما يؤذي الانسان والطفولة والشبيبه والعمل على اجراء دراسات علمية والاخذ بها بالتطبيق من اجل مجتمع مدني يعيش فيه الانسان دون رعب وخوف حرا كريما متعافى نفسيا ذاك ان الخوف اشد ما يودي بالانسان الى قتل طاقاته وطموحاته ويدفعه الى الضمور او الى الانحراف بكل صوره فيكون بعيدا عن البناء في كلا الحالتين ولنضرب مثلا على ما يسمى اثر العصاب الصدمي وبطريقه علميه وتجريبيه قام بها العلامة الفيلسوف (ابن سينا) اذ ربط حمل وذئب كلا بحبل داخل غرفه واحده لا يستطيع احدهما الوصول الى الاخر فكانت النتيجه ضعف ووهن وضمور الحمل ثم موته بالرغم من اعطائه نفس كميات الغذاء التي كان يستهلكها قبل التجربه انه الشعور باقتراب الموت .
في عام 1884 كان العالم ابينهيم (Oppenhim) اول من اطلق الشعور بتهديد الحياة واقتراب الموت باسم (العصاب الصدمي ) ان الشعور بهذا الاضطراب
خلال الحربين العالميتين الاولى والثانيه تحول الى علم مختص في علم النفس يطلق عليه (علم نفس الكارثة) يذكر ابن خلدون الكثير عن طبائع العمران والتي اذا ما تحققت فانها تدفع الانسان الى العمل على بناء الدولة والتعاون معها والانخراط في مؤسساتها وهذا يعني بناء الاوطان في المنظور المدني المتحضر وهذا لا يتم الا بالعمل الجاد على التنشئه الصحيحة
والصحيه للاطفال والناشئه حتى يكونون في توافق نفسي مع الذات وتوافق اجتماعي مع المجتمع وهكذا نسمو بالانسان وهو مشروع الله في الارض على ازدهار وعمران وتحقيق حالة السلام والتعايش على هذه الارض .
انما يستطيع به العلم في التوجه المطلوب الى الانسان يتطلب الاخذ بيده الى تحقيق الذات لان تحقيق الذات عند الانسان يدفعه الى تحقيق طموحاته كما ان هناك تسميات كثيره ومتعددة للاعراض التي تتكون او التي يتعرض لها الانسان نتيجة الصدمة النفسية فهناك خلال الحرب مثلا صدمة القنابل صدمة البدن وعصاب الحرب وانفعال الصدمة .
كل ذلك مر به العراق ونعاني منه ونلمسه لدى الاطفال والناشئة وكذلك يشمل كبار السن وخاصة العنصر النسوي ولنضرب مثلا على ذلك ففي نهاية فبراير 2008 حدثت مجزرة من المجازر الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وكانت هذه المجزرة تحديدا في قطاع غزة وعلى ما اذكر يوم 27 / 2 /2008 ونتيجة لقوة الصدمة وطائرات الموت المحلقة في سماء غزة توفيت امرأة عجوز دون رصاص وقتل بل بالخوف والرعب وقف قلبها كما وقف دماغها فاذا ما ذهبنا الى الاطفال والاحداث نرى بانهم يعيشون مرحلة حساسة من المراحل العمرية فيكون فيها الطفل والحدث اكثر عرضه واكثر تأثير فتنمو عنده اشكال مختلفة من السلوك كلها تصطف في سوء التوافق النفسي والاجتماعي واذا ما ذهبنا الى الشبيبه والمراحل العمرية الاخرى الاكثر تقدما نرى ان ذلك يشكل جملة من الاضطرابات النفسية ونحن ندرك ان الاضطرابات النفسية هي الدافع الرئيسي للاضطرابات العقلية والعصابية وهكذا قد نستطيع الوقوف على معلومة مفادها بأن هذا التكوين لا بد له من اسقاطات وبنسب عالية وستكون اسقاطات سلبية وهذا مما يدفع الى تدهور التوافق مع الذات والتوافق مع المجتمع وقد يدفع الى الانحراف بكل صوره او الى التحول الاخر بحيث يكون الانسان سلبيا في مجتمعه الاخطر من هذا كله ان يكون متطرفا وتتخاطفه القوى المتطرفه والقوى الارهابيه وهذه هي الاشكاليه التي تشكل محور الحوار والتحاور مع اصحاب القرار والقوة فنقول لهم
ان هذه المظاهر اللاانسانيه والتي تبتعد كثيرا عن ابسط قواعد الظروف الصحية الاجتماعية لحياة الانسان هي التي تدفع به الى ما نخشى عقباه على المجتمع والانسان وعملية الانماء وكذلك تهميش مجمل الثقافات التي تسعى به الى الرقي والتمدن فهو يرى نفسه دائما ضعيفا مهمشا متصدع المشاعر الوجدانيه كثير التوتر والبحث عن الخلاص من عيشة مرفوضة لديه وعلى كل المقايس وهذا يكون لديه ردود افعال شديده لان الضغط الموجه عليه شديد ومرهق يدفع به الى القلق المزمن وسرعة الانفعال .
وقد تكون هذه الكوارث والصدمات التي تؤثر على التوافق المذكور اعراضا (نفسجسميه) كما يؤكد بعض العلماء ومنهم (كاتلر وماركوس) .اننا وفي هذا البحث المتواضع لا نريد ان نذهب الى دراسه شمولية متعمقه بقدر ما نريد ان نؤكد بان مشاعر الخوف والرعب وفواجع الموت وصعوبة الحياة المعاشيه للانسان وانعدام الرؤيا لديه نحو مستقبله وعدم توفر الحاجات الاساسيه لهذا الانسان في العراق بعد الاحتلال وما يراه الطفل والحدث من قتل ورعب وارهاب كلها تصب في صالح القوى المتطرفه يذكر احد اساتذة علم الاجتماع في العراق بان الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس في الجزائر اخف ثقلا مما خلفه العدوان الامريكي على العراق ابان الحرب عليه قبل الاحتلال وضربه بوابل من القنابل المحرمه ولا اعرف ان كانت هناك فنابل غير محرمه فنحن نعرف فقط الدفاع عن النفس هو الغير محرم لذا نرجوا اعادة النظر بمصطلح قنابل غير محرمه لان ذالك يخلط الاوراق على الطفل والحدث فلدينا في هذا المظمار الشيء لا يتجزء العدوان هو عدوان والظلم هو ظلم والقنابل هي قنابل فان قتل الانسان برصاصة او قنبله او سكين هو قتل وهو محرم وللعلم فان الارهاب قد استعمل هذا المصطلح(الغيرمحرم) واخذ يؤكد في نشر عقيدته اسباب عدم التحريم ويستعرض كل ما حدث من عدوان من قبل دعاة الديمقراطيه وحقوق الانسان وما رافقه من تداعيات حرمت الانسان من حقه في الحياة فاخذ الارهاب( بمذهب المقارنه ) مما ادى الى وقوع البسطاء في اشكاليات معقدة واكثر من وقع في هذه الشباك هم ممن ينطبق عليهم ما ذكرناه من انعدام التوافق النفسي والمجتمعي نتيجة لتعرضهم لضغوط نفسية ادت الى تصدع صلابة النفس وقدراتها على التعامل مع الاشياء لان الضغط الناتج عن الرفض الداخلي وعن الصدمات يفقد قدرات الفرد في التحكم بالسلوك . اما الاطفال والاحداث فأن سلوكهم يتحول الى سلوك هياجي تفككي وذلك بسبب الاضطراب الذي يحدث بعد الصدمة النفسية (PTSD) والذي يرافقه شعور مستديم بان حياته مهددة باقتراب الموت . بالاضافة اللى مشاكل النوم وكوابيسه المزعجة والمؤلمة ودفعهم الى الكأبه وقد تتلاشى لديهم القواعد السلوكيه الصحيحة التي اعتادوا على ممارستها وقد يشعرون بالهيجان والعدوانيه متمسكين باسباب القوة والعنف وهذا ما يهدد الحياة بل يشلها كما نود ان نشير بان البالغين يتعرضون لما ذكر ولكن خبرتهم الطويلة تكون عوامل مساعدة في تخفيف اثر الصدمة ومعالجة الرفض الداخلي لما يشاهدوه غير ان استمرار تلك الاجواء المحتقنه والمشحونه بالخوف والرعب والشعور بالموت المفاجىء هنا تكون ردود افعال الكبار اكثر انفعالا وعنفا وخطورة خاصة اذا ما تأكد لديهم بأن ما يواجههم سوف يتكرر وباستمرار .
وبناء على هذا ونحن ندعوا لبناء مجتمع مدني مؤسساتي ديمقراطي خالي من العنف وتهديد حياة الانسان وحقوقه الطبيعية ووجوب احترامه وشعوره بانه يعيش في مجتمع تسوده العدالة والمساواة يحترم حقوق الانسان متمسكا بالقواعد القانونيه في هذا المجتمع يكون الانسان اكثر عطاء مساهما في عملية البناء والتنمية .
كما نلفت النظر على ضرورة حماية الطفولة من الاحداث الصدمية والقضاء على المظاهر والتداعيات التي تبتعد عن بناء الانسان وان العراق يحتاج الى جهود ضخمة وجبارة في هذا المضمار تقع على كاهل جميع المنظمات والمؤسسات الدولية والجماهيرية التي تؤمن بحقوق الانسان وبحق الطفل في الحياة والعمل على بنائه بناءا توافقيا مع النفس والاسرة والمجتمع حيث ان اشد ما نخشاه هو انهيار الذات وانعدام التوافق والذي يشكل خطرا ليس على العراق فحسب بل على الانسانيه ويساعد الارهاب على تحقيق ماربه ونشر عقيدته وبهذا فان العالم مطالب باخذ حياة اطفال العراق على محمل الجد وان نعمل جميعا لانقاذ الانسان وحقوق الانسان في العراق .


د. كمال الدين القاسم

M.HABBIB
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 63
تاريخ التسجيل : 16/09/2008
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

التوافق النفسي والاجتماعي ضرورة حتمية Empty رد: التوافق النفسي والاجتماعي ضرورة حتمية

مُساهمة من طرف Amdj4882 الجمعة 10 أبريل 2009 - 18:54

مشكوووووووووور أستاذ حبيب على المشاركة الطيبة
نرجووووو أن لا تنقطع عنا مرة أخرى
لقد إشتقنا لك.
Amdj4882
Amdj4882
مديـر المنــتـدى
مديـر المنــتـدى

عدد المساهمات : 912
تاريخ التسجيل : 23/08/2008
العمر : 41

https://maissoun.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى